مبادرة "الجيل 17": كيف يستخدم القادة الشباب التكنولوجيا لنقل أفكارهم إلى مستويات عالمية
نحتاج إلى الاتصال الرقمي الواسع الذي توفره التكنولوجيا لتحقيق الأهداف العالمية، ومن أهمها تطوير عالم أفضل. وينطبق هذا تماماً على القادة الشباب في "الجيل 17"، المبادرة التي أطلقتها سامسونج بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويتفق هؤلاء على حقيقة مهمة، ألا وهي أنه يستحيل على مؤسساتهم تحقيق التأثير الذي شهدوه من دون القدرة على التواصل مع أي شخص في أي مكان ووقت تقريباً.
وفي سلسلتنا تحت عنوان "كيف أستخدم التكنولوجيا"، تستكشف سامسونج قدرة التكنولوجيا على تمكين صانعي التغيير من الشباب للإسهام في الأهداف العالمية. وركزت الدفعة الأولى من هذه السلسلة على كيفية الاستفادة من هؤلاء القادة الملهمين لتطوير التكنولوجيا بما يؤدي إلى وصول الخدمات لمجتمعاتهم بطرق منصفة. ونسمع اليوم بشكل مباشر عن الدور القيّم للتكنولوجيا في الربط بين المتعاونين حول العالم.
ومن بين هؤلاء الشابة اللبنانية نادين خولي البالغة من العمر 25 عاماً والتي شاركت في تأسيس "كفي بكفك" لمساعدة الناس على العيش بكرامة، مع توفير الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والأدوية والمأوى، وساعد الاتصال الرقمي منظمتها للتحول من المفهوم إلى الواقع. أما الشاب الأرجنتيني ماكسيمو مازوكو البالغ 31 عاماً من العمر، فقد أسس Eco House للدفاع عن البيئة، وحولت التكنولوجيا فكرته، التي يقوم بها بنفسه ويتواصل مع الناس في منازلهم بمدينة بوينس آيرس، إلى حل عالمي قابل للتطوير.
ونقدم إليك تالياً رأيهما في استخدام التكنولوجيا للتواصل، وإحداث التأثيرات المهمة حول العالم.
متى أدركت أنه يمكنك استخدام التكنولوجيا لإنشاء منظمة وتوسعة نطاقه وتحقيق أحد الأهداف العالمية؟
نادين: كان ذلك في أبريل 2020، حيث كنت أنا مع صديقتين، وهما نيفين وسارة، نفكر في الناس من حولنا في لبنان، خاصة أولئك الذين يعانون الجوع الشديد، ويواجهون عواقب وخيمة بسبب جائحة "كوفيد – 19"، ناهيك عن المشاكل المترتبة على انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار. وقررنا إنشاء منظمتنا "كفي بكفك"، وكان أول ما فعلناه هو إنشاء ملف تعريفي على قنوات التواصل الاجتماعي، وتحديداً على "إنستغرام".
ومن ثم، طلبنا من أصدقائنا ومجتمعنا الإسهام في نشر الكلمة، وسرعان ما تم التواصل مع ثلاثة أشخاص لديهم خبرة أكبر في المنظمات غير الحكومية، ويمكنهم تقديم العون لنا. وكان ننطلق جميعاً من نفس القيم، وتظافرت جهودنا للتوصل إلى عمل رائع.
وقد تمكنا من بعدها بمواصلة النمو. وإلى جانب الدعم من القادة الست للمنظمة، تمكنا من استقطاب أكثر من 100 متطوع من جميع الأعمار من شتى أنحاء لبنان. وكانوا يساعدوننا في توزيع المواد الغذائية والإمدادات إذا لم أتمكن من السفر إلى مناطق لبنانية أخرى. وبدأنا نلاحظ أن تفاعل الأشخاص على قنوات التواصل الاجتماعي كان أعلى عندما نسلط الضوء على طرق مساعدة المتطوعين لنا. وبعد انفجار بيروت في أغسطس 2020، بدأت بالتركيز على أحد المتطوعين كل أسبوع، وكان الناس يتبادلون ذلك بينهم، ثم بدأ المزيد من الأشخاص بالاشتراك معنا، وكانوا مطلعين على عملنا. وبفضل التكنولوجيا وقنوات التواصل الاجتماعي، كان بمقدورنا الوصول إلى المتطوعين والمتبرعين والمستفيدين والعائلات المحتاجة. وحتى الآن، وصلنا إلى آلاف العائلات بالاعتماد على التكنولوجيا. وتبيّن لنا أن بناء شبكة واسعة من المتطوعين الشباب ونشر التأثير الإيجابي في كل مكان يعتبر أمراً مهماً للغاية بالنسبة لنا.
وأعتقد أن الوباء منحنا أيضاً الفرصة لمعرفة المزيد عن منصات التكنولوجيا، حيث كنت أسافر إلى بلد آخر لتقديم ورشة عمل أو تدريب حول الأهداف العالمية، وأقوم الآن بتنظيم ورش العمل افتراضياً، كما بات بمقدوري الوصول إلى المزيد من الأشخاص وتقديم أداء أفضل لأعمالنا. وبالنسبة إلى مبادرتنا "كفي بكفك"، أعتقد أنه يمكن الوصول إلى مستوى آخر، أو حتى مستوى عالمي في غضون خمس سنوات، إذا واصلنا نشر الوعي.
لماذا تعتقد أن الاتصال العالمي الذي تخلقه التكنولوجيا مهماً جداً لإحراز تقدم في الأهداف؟
ماكسيمو: عندما بدأت عملي البيئي لأول مرة، لاحظت مشكلة القمامة في بوينس آيرس، وفكرت بعمق حول هذه هي المشكلة، والحلول التي يمكنني اتباعها، ومن أهمها إعادة التدوير. لقد بحثت في المشكلة لمدة يومين أو ثلاثة أيام قبل تصميم كتيب يشرح للناس طرق إعادة التدوير. وكل يوم على مدى ثمانية أشهر، كنت أذهب للناس من بيت إلى آخر، لأتحدث مع كل شخص. واستقبلني أكثر من 400 منزل لشرح الأمر. فماذا لو كان شارك 50 أو 100 شخص في مثل هذا الجهد الصغير.
عندها أدركت ضرورة استقطاب آخرين، لأن اشتراك الناس يساعدك على الإدراك أنك لست وحدك، بل يمكنك التفكير بشكل أكبر والقيام بالمزيد. ولا يمكننا تغيير الشارع الذي أقيم فيه أو مدينتي فقط، بل البلد بأكمله، وفي النهاية العالم من حولنا. وكل ما نحتاج إليه فقط هو مشاركة العدد المناسب من الأشخاص الذين يقومون بالشيء الصحيح.
وهنا تكمن أهمية التكنولوجيا التي قدمت لنا مصطلح "المواطن العالمي". ومن دون التكنولوجيا والقدرة على التعلم من الأشخاص الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة، لا يمكننا الوصول إلى ما نحن عليه. واليوم، أرى ابن أخي الأصغر وهو يشاهد مقاطع فيديو عن الحياة في الصين، ولديه أصدقاء في إفريقيا لم يقابلهم من قبل. إنه لأمر مذهل حقاً.
واليوم، تقوم Eco House بتعليم أكثر من 70,000 طفل في الأرجنتين، ونتشارك مع شركات تضم المئات، وأحياناً الآلاف من الموظفين لمواصلة النمو. وتمنحنا التكنولوجيا مزيداً من المعلومات، وتجعل التعاون أكثر سهولة بيننا. إنها طريقة لبدء التفكير عالمياً والعمل محلياً. وهذا هو منطلقي الأول لكل شيء. فكر عالمياً، واعمل محلياً، وكن دائماً مواطناً عالمياً. في أي مكان توجد فيه.
تعليقات
إرسال تعليق